جبريل يتنزل بالوحي
---------------------
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الإسلام محمد وهو في غار حراء ، حيث جاء جبريل عليه السلام ، فقال : اقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ - أي لا أعرف القراءة ) ، قال : ( فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : إقرأ، قلت : مـا أنـا بقـارئ ، قـال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) (سورة العلق : 1 - 5)، فأدرك رسول الله أن عليه أن يعيد وراء جبريل عليه السلام هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها ، فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : (ما لي؟) فأخبرها الخبر، ( لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان حبراً عالماً قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . وقد جاءه جبريل عليه السلام مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء والأرض ، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض ، فذهب إلى خديجة فقال: [ دثروني ، دثروني ] ، وصبوا على ماءً بارداً ، فنزلت : (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ )) (المدثر : 1 - 5)، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .
------------------------------------------------------------------------------------------------
الدعوة
--------
لما كان دين الإسلام يأمر بترك الشرك ويساوي بين السادة والعبيد في الحقوق والواجبات ويحث على تحرير العبيد كان ذلك كله مما يغضب سادة قريش فكانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات ، حيث كان المشركون جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والأوثان، ولا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا بالسيف. وممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وإبن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان صبياً يعيش في كفالة الرسول ، ومولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه ، وصديقه الحميم أبو بكر الصديق رضي الله عنه. أسلم هؤلاء في أول أيام الدعوة. واستمرت الدعوة سراً حتى تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة في الدين والتعاون على البر والتقوى، وتتحمل عبء تبليغ الرسالة والتمكين لها، نزل الوحى يكلف الرسول ، بإعلان الدعوة والجهر بها.
------------------------------------------------------------------------------------------------