~*¤®§(*§ أنــــــــصــــــار رســــــــــول الله §*)§®¤*~ˆ°
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
~*¤®§(*§ أنــــــــصــــــار رســــــــــول الله §*)§®¤*~ˆ°

منتديات غرفة ((( أنـــــــصــــــار رســــــــول الله ))) &&& الــــفــــردوس الأعـــــلــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يــــــانــــفـــس تــــوبــــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد المصرى

أحمد المصرى


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 28/07/2009
العمر : 29

يــــــانــــفـــس تــــوبــــي Empty
مُساهمةموضوع: يــــــانــــفـــس تــــوبــــي   يــــــانــــفـــس تــــوبــــي I_icon_minitime2009-12-11, 05:26

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي لا ناقض لما بناه .. ولا حافظ لما أفناه .. ولا مانع لما أعطاه .. ولا راد لما قضاه .. ولا مظهر لما أخفاه .. ولا ساتر لما أبداه .. ولا مضل لمن هداه .. ولا هادي لمن أعماه .. سبحانه أنشأ الكون بقدرته وما حواه .. ورزق الصون بمنته ومنه ومن والاه ..
{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه }
سبحانه خلق آدم بيده وسواه .. وأسكنه في حرم قربه وحماه .. وأمره كما شاء ونهاه ..
ثم أجرى عليه القدر بموافقته هواه .. فنزعت يد التفريط ما كساه .. ثم تاب الله عليه فرحمه واجتباه .. وحاله ينذر من يسعى فيما اشتهاه .. طرد إبليس وكانت السماوات مأواه .. فأصمه بمخالفته كما شاء وأعماه .. وأبعده عن بابه للعصيان وأشقاه .. وفي قصته نذير لمن خالف الله وعصاه .. ألان الحديد لداود كما تمناه .. يأمن لابسه من يلقاه .. ثم صرع صانعه بسهم قدر ألقاه .. فلما تسور المحراب خصماه .. أظهر جدال التوبيخ فخصماه .. وظن داود أنما فتناه .. وذهب ذا النون مغاضباً فلتقمه الحوت وأخفاه .. فندم لما رأت عيناه ما جنت يداه .. فلما أقلقه كرب ظلام تغشاه .. تضرع مستغيثاً ينادي مولاه .. { إني كنت من الظالمين } .. فنجيناه ..
أحمده سبحانه وتعالى .. تعالى ربنا سبحانه وحاشاه .. أن خيب راجيه .. وينسى من لا ينساه .. أخذ موسى من أمه طفلاً ورعاه .. فساقه إلى حجر عدوه فرباه .. وجاد عليه بنعم لا تحصى وأعطاه .. فمشى في البحر وما ابتلت قدماه .. وتبعه عدوه فأدركه الغرق وواراه .. حتى إذا قال آمنت إذا جبريل بالطين يسد فاه .. وكان من غاية شرف موسى ومنتهاه .. أنه خرج يطلب ناراً فناداه .. { يا موسى إنني أنا الله } ..
شرف أمته شرف بما أولاه .. فقال ربنا لهم { وأنا فضلتكم على العالمين } ..
ولكن جئنا بــ { كنتم خير أمة أخرجت للناس } .. أخذناه فالحمد لله ..
خلق نبينا محمداً .. فاختاراه على الكل واصطفاه .. صلى الله عليه وآله وسلم .. وقربه حتى كان قاب قوسين وأدناه .. فأوحى إليه من سره وكلمته ما أوحاه .. وأودعه المقام المحمود .. فاللهم بلغه مناه ..
الحمد لله الذي دلنا بنبيه عليه وعرفناه .. وأجلنا بالقرآن العظيم وعلمناه .. وهدانا إلى بابه بتوفيق أودعناه .. أحمده سبحانه حمداً لا ينقضي أوله ولا ينفذ أخراه ..
فالحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..
وأشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه ما تحركت الألسن والشفاه .. وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة تدوم بدوام ملك الله .. ثم سلم تسليماً كثيرا ..


يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ليكتب له عقد دار .. فأمسك الإمام بالقلم والقرطاس .. فكتب " بسم الله الرحمن الرحيم .. اشترى ميت من ميت دار في بلد المذنبين .. وسكت الغافلين .. لها أربعة حدود .. الأول الموت .. والثاني الحساب .. والثالث الصراط .. والرابع إما جنةً أبدا أو ناراً أبدا "


النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودارنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطة *** أزحت سقاها بكأس الموت ساقيها
واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها


ففي جلسة مناجاة مع النفس .. ومحاسبة لها على تفريطها .. سألت نفسي وسآئلتني ..!!
كيف تعرفين الله ..؟! وتقرين بنعمه عليك ظاهرة وباطنة ..؟! ثم تبارزينه بالمعاصي في الليل والنهار ..؟!!
وقلت لها : أما تخشين الخسف ..؟! أما تخافين العقاب .. ؟!
وقلت لها : ألآ تتوقين إلى الجنة بحورها وحريرها ونعيمها الذي لا ينفد ..؟! ألستِ تهربين من النار بزمهريرها وأغلالها وعذابها الذي لا ينتهي ..؟!
ثم قلت لها : اختاري ..!!
فقالت : أتمنى يوماً أتوب فيه إلى الله ..!!
فقلت لها : أنتِ في الأمنية فاعملي ..؟؟!!
قالت : فكيف ..؟! صف لي الطريق ..؟! وبين لي العقبات ..؟!


أيها الأخ الحبيب ..
لا بد أن تعلم أن أول الطريق .. "وقفة" .. والسير في الطريق .. "عمل" .. وزاد الطريق .. "توبة" .. واعلم أن الموت يأتي .. " فجأة" ..
يقول ربنا سبحانه وتعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }


واعلم أخي الحبيب ..
أنك تطلب السعادة .. وتروم النجاة .. وترجوا المغفرة ..
يقول ربنا { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى }


فالتوبة أخي الحبيب ..
هي ملاك أمرك ..؟! هي مبعث حياتك ..؟! هي مناط فلاحك ..؟!
لماذا نتوب ..؟؟!!
إنها قضية ملحة .. تأتي نتيجة جهل الناس في عصرنا بالدين .. وجهلهم حتى بالمعاصي التي يقترفونها .. فإن معنى المعاصي .. معنى كبير يندرج تحته الكثير مما قد يظنه الناس في عصرنا مباحا .. فرب تسائل يطرحه شاب .. إن متعتي أجدها في السيجارة فلم أتركها ..؟! أهوى مشاهدة التلفاز فلم لا أشاهده ..؟! أنا لا أحب التقيد والارتباط فلم أتقيد بالصلاة ..؟! أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ..؟! فالذي يسعدني هو ما تسمونه معصية ..؟! وأنا غير مقتنع بهذه التسمية ..؟! فلم أتوب ..؟!
إنها قضية تطرح نفسها .. ويسمعها الكثير والكثير منا حينما يدعوا إنساناً إلى الله ..
والإجابة على هذا السؤال ..؟؟!!
هو في أن نعرف لماذا نتوب ..؟!
بكوننا نعود بالتوبة إلى الصراط المستقيم { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
لا ليعصون .. ولا ليلعبون .. ولا ليتبعوا أهوائهم .. ولا حتى ليعمروا الأرض وينجبوا الذرية .. أبداً وإنما ليعبدون ..؟!
فالعاصي ليس بعابد ..؟!
فإذا قلنا تب .. فالمراد أن تعود إلى أصل الغاية من خلقك .. وفي ذلك من المصالح والمنافع ما لا يخفى ..؟!
لماذا نتوب ..؟! طاعة لأمر الله عز وجل .. فهو الذي قال في كتابه العزيز :
{ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
طاعة لأمر الله .. { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا }
لماذا نتوب ..؟! فراراً من الظلم إلى الفلاح .. قال تعالى :
{ ومن لم يتب فأؤلئك هم الظالمون }
لماذا نتوب ..؟! طلبا للسعادة .. وفراراً من العذاب والوحشة والحجاب ..
{ ففروا إلى الله }
إننا بالتوبة نفر إلى الله .. نفر من الهوى .. نفر من المعاصي .. نفر من الذنوب .. نفر من الشيطان .. نفر من النفس .. نفر من الدنيا .. نفر من الشهوات .. نفر من المال .. نفر من الجاه .. نفر إلى الله الذي بيده هذا كله ..؟!


شباب الجيل للإسلام عودوا *** فأنتم روحه وبكم يسود
وأنتم سر نهضته قديماً *** وأنتم فجره الزاهي الجديد


"لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن .. من رجل في أرض دويه مهلكة .. مع راحلته عليها طعامه وشرابه .. فنام فاستيقظ .. وقد ذهبت .. فطلب حتى أدركه العطش .. ثم قال أرجع إلى مكان الذي كنت فيه فأنام حتى أموت .. فوضع رأسه على ساعده ليموت .. فاستيقظ وعنده راحلته .. وعليها زاده وطعامه وشرابه .. فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن .. من هذا براحلته وزاده .." رواه البخاري ومسلم .. واللفظ له ..


قال رجل من السلف : لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه .. والشريكان يتحاسبان بعد العمل ..


وقال الحسن البصري –رحمه الله تعالى-: المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله تعالى .. وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا .. وإنما شق الحساب .. على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبه ..


وقال الفاروق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إنما الدنيا أمل مخترم .. وأجل منتقص .. وبلاغ إلى غيرها .. وسير إلى الموت ليس فيه تعريج .. ورحم الله امرأ فكر في أمره .. ونصح لنفسه .. وراقب ربه واستقال ذنبه ..


وعن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .. ومهدوا لها قبل أن تعذبوا .. وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا .. فإنما هو موقف عدل .. وقضاء حق .. ولقد أبلغ في الأعذار من تقدم بالإنذار ..


فيا أخي الحبيب ..
أنظر في سير الصالحين .. من الرعيل الأولين .. كيف أنهم يحاسبون أنفسهم .. ويذكرونها ويعظونها في أشد المواقف وأخطرها .. ألا وهي سكرات الموت ..؟!!


لما حضرت أبا هريرة الوفاة .. بكى فقيل له ما يبكيك .. فقال : يبكيني بعد المفازة .. وقلة الزاد .. وضعف اليقين .. والعقبة الكئود التي المهبط منها إما إلى الجنة وإما إلى النار ..


ولما حضرت حذيفة ابن اليمان الوفاة قال: اللهم إني كنت أخافك .. وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا .. لجري الأنهار .. ولا لغرس الأشجار ..ولكن لظمأ الهواجر .. وقيام الليل .. ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء في حلق الذكر .. ولما اشتد به النزع .. جعل كل ما أفاق من غمرة فتح عينيه .. وقال : يا رب .. شدد شداتك .. واخنق خنقاتك .. فوعزتك لتعلم أني أحبك .. ويزيد إجلالي لوجهك أنني أدري بأنك غافر الزلات .. فأعوذ من غيي وأخشع تائباً .. وأظل أطمع فيك بالدعوات ..



ولقد علمت الله يفرح كلما *** أعلنت توبي راجيا رحماتي
ولأنني عبد مظلوم جاهل *** سأتوب دوما ما حييت حياتي


احتضر أحد العباد .. فقال : ما تأسفي على دار الهموم والأنكاد والأحزان والخطايا والذنوب .. وإنما تأسفي على ليلة نمتها .. ويوم أفطرته .. وساعة غفلت فيها عن ذكر الله .. ثم مات رحمه الله ..


ويروى أن عمر بن العاص –رضي الله عنه- لما دنى منه الموت .. دعا بحرسه ورجاله .. فلما دخلوا عليه .. قال: هل تغنون عني من الله شيئا .. قالوا: لا .. قال : فاذهبوا وتفرقوا عني .. ثم دعا بماء فتوضأ فأسبغ الوضوء .. ثم قال: احملوني إلى المسجد .. ففعلوا وحملوه .. فقال: استقبلوا بي القبلة .. ففعلوا .. فقال: اللهم إنك أمرتني فعصيت .. وأتمنتني فخنت .. وحددت لي فتعديت .. اللهم لا بريء فاعتذر .. ولا قوي فانتصر .. بل مذنب مستغفر .. لا مصر ولا مستكبر .. ثم قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. فلم يزل يرددها حتى مات يرحمه الله ..


ولما حضرت الوفاة عامر ابن قيس بكى .. فقيل له: ما يبكيك .. قال: أبكي لقوله تعالى :
{ إنما يتقبل الله من المتقين }..


قال بعضهم يوبخ نفسه ويعظها .. يا نفس .. يا نفس بادري بالأوقات قبل انصرامها .. واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها .. فكأنك بالقبور وقد تشققت .. وبالأمور وقد تحققت .. وبوجوه المتقين وقد أشرقت .. وبرؤوس العصاة وقد أطرقت ..
قال تعالى وتقدس { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحنا إنا موقنون }


يا نفس أما الورعون فقد جدوا ..؟! وأما الخائفون فقد استعدوا ..؟! وأما الصالحون فقد فرحوا ..؟! وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا ..؟! العلم لا يحصل إلا بالنصب ..؟! والمال لا يجمع إلا بالتعب ..؟!
أيها العبد الحريص على تخليص نفسه ..؟! إن عزمت فبادر ..؟! وإن هممت فثابر ..؟! واعلم أنه لا يدرك العز والمفاخر من كان في الصف الآخر ..؟!


أيها الأخ الحبيب ..
لابد أن تعلم أن أول الطريق أن تقف مع نفسك وقفة ..؟! بل وقفاتٍ ووقفات ..؟!
وأولها وأهمها .. محاسبتها ومراجعة حساباتها ..! الزم قلبك العزم على تأديب نفسك ..! والمواظبة على توقيفها والإلحاح على معاتبتها والدوام على موعظتها وتذكيرها ..؟! وأنها ستموت حتماً وقد يكون الآن ..؟!


قل لها : يا نفس توبي قبل أن تموتي .. نادي نفسك ..
قل لها : يا نفس توبي قبل أن تموتي .. فإن الموت يأتي فجأة .. وسترين كل أعمالك يوم القيامة حاضرة ..
{ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء }
{ يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
{ ووجدوا ما عملوا حاضرا }
قل لنفسك : يا نفس أما تتأملين منذ كم تعدين ..؟! منذ كم تقولين غدا أتوب ..؟! غدا أتوب ..؟! فقد جاء الغد وصار يوما ..؟!
قل لها : يا نفس أما علمت أن الغد الذي جاء وصار يوما كان له حكم الأمس ..؟!
ألا إني أخاف أيتها النفس أن ما عجزت عنه اليوم تكونين غدا أشد عجزا عنه ..؟؟!!


فالنفس أخي الحبيب ..
تركن إلى اللذيذ والهين .. فعلمها "التحليق" ..؟!
تكره الإسفاف .. علمها "العز" ..؟!
تأنف من الذل .. عرفها "الرب" ..؟! تستوحش من الخلق ..
نفسك هي دابتك التي تحملك إلى الله .. عرفها الطريق تنقاد .. ابدأ في معاتبتها .. وتقريرها بما صنعت من المعاصي .. لتنكسر لله ..
قل لها : يا نفس ويحك يا نفس .. لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا .. ولا يغرنك بالله الغرور ..؟!
يا نفس انظري إلى نفسك .. فما أمرك بمهم لغيرك ..؟!
يا نفس لا تضيعي أوقاتك .. فالأنفاس معدودة ..؟! فإذا مضى منك نفس ..؟! فقد ذهب بعضك ..؟! اغتنمي الصحة قبل السقم ..؟! والفراغ قبل الشغل ..؟! والغنى قبل الفقر ..؟! والشباب قبل الهرم ..؟! والحياة قبل الموت ..؟!
يا نفس استعدي للآخرة .. بقدر بقائك فيها ..؟!
ويحك يا نفس .. إن كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة .. لجهلك وعمى بصيرتك .. فاتركيها ترفعا عن خسة شركائها .. تنزها عن كثرة غثائها .. توقيا من سرعة فنائها ..؟!
مالك يا نفس .. لا تزهدين في قليلها .. بعد أن زهدك فيك كثيرها ..؟!
مالك يا نفس تفرحين بدنيا إن ساعدتك .. فإنها ستكون حجة عليك ..؟!
مالك يا نفس تفرحين بدنيا زائلة ..؟!
ما أجهلك يا نفس إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين أبد الآبدين .. رغبت عن أن تكوني في جنة النعيم .. لتكوني من جملة الحمقى والغافلين .. أياما قلائل تفرحين ..؟! ثم إلى الأبد تعذبين ..؟! فيا حسرة عليك إن خسرت الدنيا والدين ..؟!
ويحك يا نفس .. بادري بالتوبة ..؟! فقد أشرفت على الهلاك ..؟! اقترب الموت وورد النذير ..؟! فمن ذا يصلي عنك بعد الموت ..؟! من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت ..؟! من يترضى عنك ربك بعد الموت ..؟!
ويحك يا نفس .. مالك إلا أياما معدودة ..؟! هي بضاعتك إن اتجرت فيها فزت ..؟!
ويحك يا نفس .. قد ضيعتي أكثر رأس المال ..؟! فلو بكيت بقية عمرك على ما ضيعتي فيها لكنت مقصرة في حق نفسك ..؟! فكيف يا نفس إذا ضيعتي البقية ..؟! وأسررت على المعاصي الدنيئة ..؟!
أما تعلمين أن الموت موعدك ..؟! والقبر بيتك ..؟! والتراب فراشك ..؟! والدود أنيسك ..؟! والفزع الأكبر بين يديك ..؟!
أما علمت يا نفس .. أن عسكر الموت عند باب البلد ينتظرون ..؟! وقد آلوا على أنفسهم بالأيمان المغلظة أنهم لا يبرحون ..؟!
يا نفس أما علمت أن الموتى يتمنون الرجعة ..؟! ليشتغلوا بالأعمال الصالحة ..؟! ويستدركوا ما فرط منه ..؟! أنت في أمنية فاعملي ..؟!
يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها ..؟! لشتروه لو قدروا عليه ..؟! وأنت أيامك في الغفلة والبطالة ..؟!
ويحك يا نفس .. أما تخافين ..؟! أما تخافين؟! { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى }
ويحك يا نفس .. أما تخافين أن تبدوا رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان ..؟! وكلح الوجوه ..؟! وبشرى العذاب ..؟! أما تخافين ..؟! أما تذكرين ..؟! هل تذكرين ..؟! هل ينفعك ساعتها الندم ..؟! أو يقبل منك الحزن ..؟! أو يرحم منك البكاء ..؟!
ويحك يا نفس .. ويحك يا نفس ..؟! تعرضين عن الآخرة ..؟! تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك ..؟! وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك ..؟!
يا نفس كم من مستقبل يوما لم يستكمله ..؟! وكم من مؤمل غدا لم يبلغه ..؟! أنت تشاهدين ذلك في الموتى ..؟!
احذري يا نفس .. احذري يوما ترجعين فيه إلى الله ..؟! فتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ..؟!
احذري يا نفس .. احذري يا نفس ذلك اليوم ..؟! فقد آل الله على نفسه أن لا يترك عبداً أمره في الدنيا ونهاه .. ؟!حتى يسأله عن عمله ..؟! فانظري يا نفس ..؟! بأي أمر تقدمين ..؟! وبأي لسان تجيبين ..؟! أعدي للسؤال جوابا ..؟! انظري يا نفس إلى الدنيا اعتبارا ..؟! وسعيك لها اضطرارا ..؟! ورفضك لها اختيارا ..؟! وطلبك للآخرة ابتدارا ..؟!
يا نفس اتركي الدنيا مختارة ..؟! قبل أن تتركيها مضطرة .؟!
. يا نفس كيف أقول لربي غدا ..؟! إذا سألني عن عملي ..؟! ووضح لي طريقي ..؟! إذا نلت كتابي بشمالي ..؟! ونادى ربي يوم القيامة ..؟! خذوه يا ملائكتي ..؟!
ويحك يا نفس .. أتستطيعين أن تفري من زبانية جهنم ..؟! أتستطيعين أن تهربي من سلاسل النار ..؟! أتستطيعين أن تحاربين الملك الجبار ..؟!
ويحك يا نفس .. كم تطيقين في نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ..؟! وهكذا .. وهكذا يظل يوبخ نفسه ويعاتبها ويذكرها حتى تخاف من الله ..؟! فتؤوب وتتوب .. حتى يلحق بركب التائبين ..؟!


يا ربي يا من هو العلام في الأزلي *** بالسر والجهر من قولي ومن عملي
ثبت بفضلك قلبي يا رحيم وجد *** لي بالرضا واعف يا رحمن عن زللي
جرائمي لست أحصيها لكثرتها *** أرجوك يا سيدي عنها تجاوزلي
حسبي رضاك ولا أرجو سواك ولا *** أحصي ثناك وإني فيك ذو أملي
ذنبي عظيم وقلبي خائف وجل *** ومنك يرجى أمان الخائف الوجلي
صبابتي عظمت إذ مقلتي حرمت *** طيب الكرى ونما يا سيدي زللي
ضيعت عمري في لهو وفي لعب *** وفي فتور وفي عجز وفي كسلي
أرجوك عفوك يا من قد تنزه عن *** ضد وند وعن كيفا وعن مثلي
ظني جميل به أرجو النجاة غدا *** والعفو عن ما مضى يا منتهى أملي


هؤلاء هم التائبون .. أصحاب القلوب المنكسرة .. الخاشعة الخاضعة .. فالتائب منكسر القلب .. حي الوجدان .. قلق الأحشاء ..
التائب صادق العبارة .. جم المشاعر .. جياش الفؤاد .. مشبوب الضمير ..
التائب خلي من العجب .. فقير من الكبر .. مقل من الدعاوى ..
التائب بين الرجاء والخوف .. بين السلامة والعطب .. بين النجاة والهلاك ..
التائب في قلبه حرقة ..
التائب في وجدانه لوعة ..
التائب في وجهه أسى ..
التائب في دمعه أسرار ..
التائب يعرف معنى الهجر والوصال .. يعرف معنى الوصال واللقاء .. يفرق بين اللقاء والفراق ..
التائب بين الإقبال والإعراض .. مجرب .. ذاق العذاب بالبعد عن الله .. وذاق النعيم حين اقترب من الله ..
التائب له في كل واقعة عبرة .. إذا رأى جمعا ذكر القيامة .. وإذا رأى مذنبا بكى عليه خوفا من ذنوبه .. وإذا رأى نعيما خاف أن يحرم الجنة .. وإذا رأى نارا ظن أنه مواقعها ..
التائب إذا هدل الحمام بكى .. وإذا صاح الطير ناح .. وإذا شدى البلبل تذكر .. وإذا لمع البرق اهتز قلبه .. خوفا ممن يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ..
التائب يكتب من الدموع قصصا .. وينظم من الآهات أبياتا .. ويؤلف من البكاء خطابا ..
التائب أعتق رقبته من أسر الهوى .. أطلق قلبه من سجن المعصية ..
التائب كالقمر الكاسف لا يتكلم ..
التائب كالنجم الغابر لا يصيح .. لو رأيت التائب لرئيت جفنا مقروحا .. تبصره في الأسحار على باب الاعتذار مطروحا .. سمع قول الإله { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا } فبذل لله جسما وروحا .. وتاب إلى الله توبة نصوحا ..
التائب يذم نفسه على هواه .. وبذلك صار عند الله ممدوحا .. لأنه تاب إلى الله توبة نصوحا ..
أين من يبكي جنايات الشباب ..؟!
أين من يبكي على الخطايا التي سود بها الكتاب ..؟!
أين من يأتي إلى الباب فيجد الباب مفتوحا ..؟!
{ توبوا إلى الله توبة نصوحا }
نسألك اللهم توبة نصوحا .. نذوق بها برد اليقين .. وطعم الإخلاص .. ولذة الرضا .. وأنس القبول ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ..
والحمد لله رب العالمين ..


يا نفس توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا *** لقطا فتلحق أخرانا بأولانا
يا راكضا في ميادين الهوى لعبا *** يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه *** نرى بمصرعه آثارا موتانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يــــــانــــفـــس تــــوبــــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~*¤®§(*§ أنــــــــصــــــار رســــــــــول الله §*)§®¤*~ˆ° :: ~*¤®§(*§ أنــــــــصـــــار رســــــول الله §*)§®¤*~ˆ° :: منتدى الدروس والخطب-
انتقل الى: