السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمه مهداه
أما بعد .........
بدأت يومها بمكالمة طويلة علي الجوال ...... كانت صديقتها تخبرها أن المحالات الجديدة أفتتحت في السوق الفلاني ..... وأن يجب عليهن أن يكن أول المتسابقات لهذه المحالات
لشراء والسبق والتفنن في الموضة ..... ومن ثم أستيقظت وبدأت تمارس يومها الروتيني
وقفت أمام المرآه ساعة تتجمل وتتعطر .... وتتزين وتتفكر في أي الملابس ستخرج ؟
وأي العطور ستضع .... وأي الذهب ستكشف .....!!
ومضت الساعة وما فوق الساعة ....
وخرجت ، خرج جند من جنود الشيطان ليفتن الناس ......
ونزلت من سيارتها الفخمة تتغنج وتتمايل ....
ألتقت بصديقتها ومن ثم ذهبن ، للسوق ودخلن المحل الجديد .....
وقفت منبهرة بالأزياء الجديدة ... التي خطفت بريق عيناها
فذهبت للبائع لتسئله عن سعر هذه القطعة الراقية
فسألته برقه وتغنج بالصوت وميوع في الكلام وتمايل في الوقفة ......
فبدأ الشيطان ينسج خيوطة بينها وبين البائع بسبب كلماتها الفاتنة
وبدأ البائع هو الأخر يتمايل ويرّقق لها القول
حتي أخذت القطعة وذهبت لمكان القياس !!!
وبعدما خرجت وكانت قد أشترت القطعة شعرت بشئ غريب يطبق علي صدرها ؟
شعرت أن فارساً أسود جاء مسرعاً لا يريد أحداً من الحضور إلا هي موجه بصره إليها لا يحيده
يميناً ولا يساراً لا يريد إلا هي !!!
أخيراً أستفاقت !!!
فأدركت أنه الموت !!!
فوقفت تنادي
لا لا أمهلني لحظة لأتوب فيها (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ )
ومن أي شئ يا أمة الله تريدين التوبة ......
من وقتك الذي هدّر وضُيع في مشاهدة المسلسات والإفلام والحديث مع الصديقات علي الجوال بالساعات ؟
أم بالخروج للفسح والتسكع بين المحالات ؟
تريدين الطهُر من دنس المعاصي ؟
تريدين التطهر من ذنب الخروج بدون حاجة والتزين والخروج فاتنه مفتونه
فوقفت لحظة فقالت لنفسها
لقد فتنت فلان بنظرة ، وفلان بكلمة ، وفلان مررت عليه فشم عطري فنظر إلي بفتنه
وفلان سمع صوتي الناعم بكلمة
من ماذا سأتوب إذاً
ياقبح جرمي يا ضياع كرامتي البيت الحصينِ ....... يا طول حزني يا مرارة حرقة القلب الحزين
لقدتحقق في (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
لقد كنت مسّعرة حرب أداه فتنه يا عظيم ذنبي ،
لقد توعد الله الذين يفتنون المؤمنين بالعذاب والحريق
وأنا منهم أفتن هذا وذاك
فوقفت تنادي......... أنتظر إيها الموت أنتظر
كيف سأموت علي معصية ، وإذا مِت علي أي الذنوب سأبعث ؟
مهلاً لقد خرجت معطرة !!!
إذاً سوف يتحقق في قول النبي صلي الله عليه وسلم (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية. وكلُّ عينٍ زانية)
سألقي الله بهذا معقولة ؟؟؟
لقد خرجت فاتنه مميلة مائله فلقد تحقق في قول النبي صلي الله عليه وسلم (صنفان من أهل النار لم أرهما " فذكر صنفا ، وقال عن الصنف الثاني " نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائل ، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها ، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا )
وللتأكيد علي دخولك للنار وأنتِ في هذه الحالة قال صلي الله عليه وسلم ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا )
لقد خلعت ثيابي في غير بيتي بحجة القياس وتبديل الملابس الجديدة
فسوف يتحقق في قول النبي صلي الله عليه وسلم ( ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت الستر فيما بينها وبين الله عز وجل )
لقد هتكتي الستر الذي بينك وبين الله
عجباً !!! وتريدي أن يرحمك الله ......؟
فوقت تنادي أدركوني وأغيثوني من الموت !!!
(قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
فقالت للفارس أمهلني لحظة أصلي فيها ركعة لله بإخلاص لعل الله يغفر لي ؟
ولكن نظرتِ إلي عريك وأنك عارية مع كل ما تلبسين
لا لن تصح لي صلاة ولن يصح لي وضوء بسبب المكياج الذي يمنع وصول الماء إلي البشرة
يالله كل هذه الذنوب أنا غارقه فيها ولا أبالي والموت فوق رأسي ماسك بمهجتي ليحصدها !!!
قد غرني الشيطان حيناً من الدهر وأغراني بالزينة والزهو وأدركت أخيرا أنني لعبة بأيدي العابثين
لقد كنت جنداً من جنودة
سوف أدخل النار .... النار التي وقودها الناس والحجارة
النار..... التي عليها ملائكة غلاظ شداد
النار.... التي تنزع فروة الرأس من حرها
النار نزاعة للشوي تدعوا من أدبر وتولي
النار التي فيها مقامع من حديد
النار التي فيها يصهر الماء الحار ما في بطني ... يحترق جلدي
وقلما نضج جلدي ...... بُدل بجلد أخر
والعبئة المزكرشة الضيقة الواصفة المزينة علي جسدي
والنار تحرق مكان المعصية ....... يعني جسدي كله سيحترق
يالله أرحمني من نفسي وما أنا فيه
هكذا حالها يالله أغفر لي ما سلف مني
ياإلهي أني مقرة بذنبي وخطايا جوارح مسرفاتي
وأخيراً أدركت إنها كانت تحلم فقط وهي نائمة ..........!
فقامت مسرعة من علي سريرها
ذاهبة لأبيها ووقفت علي باب غرفته
وقفت تنادي !!!
أبتاه بالله عليك يا من بيدك قوامة هذا البيت
يا من مسؤل عني أمام الله عزوجل
يا راعي هذا البيت ومسؤل عن رعيته
أتريد أن تراني في النار ؟
أجبني هل تريد أن تراني محرومة من ريح الجنة ؟
هل تريد أن أكون مسّعرة حرب وجند من جنود إبليس عليه لعنه الله ؟
هل تريد أن لا ينظر الله إليك يوم القيامة
هل تريد أن لا تدخل الجنة ( لا يدخل الجنة ديوث )
وما الديوث يا غاليتي !!؟
فوقفت تنادي قائله
الدياثة هي أن يرضي الرجل في أهله الخبث ......
وأنت يا أبتاه أرتضيت لنا الخبث
جلست معنا نشاهد الفيلم كذا ....
وسمحت لنا بأن نشاهد ونتطلع بالنظر إلي المردان في القنوات والنظر إلي عورات الرجال بدون خجل ولا نهي ....
وتركتنا نخرج بدون حاجة وبدون محرم .....
وسمحت لنا بأن نتحدث مع البائعين بدون وضع ضوابط تحدثن معهم برقة وغنج وفتنه
سمحت
أين الغيرة يا ابي أين غيرتك علينا !!!
يا ابي ان علي رضي الله عنه كان يغار علي فاطمة رضي الله عنها من السواك !!!
فوقفت تنادي
يا ابي لا أريد النار لا أريد النار لا أريد النار
يا رعاك الله خذ بيدي إلي طريق الصواب وأستغفر الله
وأتقي الله فينا فأنك المسؤل عنا أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون
أين غيرتك يا أبتاه
يا أبتاه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي تحمل الأذى والمكائد والحصار من أجل إقامة الشرع الذي يكفل للناس كرامتهم، ويضمن لهم العفة والطهر، ويحيي في قلوبهم الغيرة، جاهد بنفسه وأهله وماله، وخرج تاركا أرضه وبلاده، ليقيم دين الغيرة وصون العرض.....
فإن غيرة رسول الله امتدت إلى الأمة جميعها، فرضي أن يعيش حياة الحرمان والزهد والتعب والجهد، من أجل أن ينعم الناس جميعهم، في حياة مليئة بالأمن والطمأنينة على أموالهم وأعراضهم، فقد كان من أعظم ما يهم المرء في ذلك الحين عرضه، من زوج وبنت وأخت وأم، وكم كان يخاف عليهن من السبي والإذلال والفجور، فجاءت دعوة رسول الله فحفظت وصانت أعراض الناس، فعاش الناس لايخافون إلا الله، وأمنت النساء خديعة وظلم المجرمين.....
أليس رسول الله هو أغير الجميع يا أبتاه ؟
هذا والله سبحانه أغير من رسول الله، ولأجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن غيرته سبحانه أنه أرسل الرسل وأيدهم لتدعوا الناس إلى دين العفة والطهر والأخلاق الفاضلة، وتوعد من ارتكب شيئا من المنكرات بالعقوبة في الدنيا والآخرة،
يا أبتاه لقد قال صلي الله عليه وسلم
( والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته)
وقال بأبي هو أمي (ما أحد أغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)..
ولولا غيرة الله على محارم عباده لعاش الناس حياة البهائم، ولربما كانت البهائم أكرم منهم! وإن من غيرته سبحانه أنه أذن لعبده أن يموت دون عرضه، ولو قتل فإنه شهيد، فقال رسول صلي الله عليه وسلم
( من قتل دون عرضه فهو شهيد)
وأخيراً صدحت بعفاف التائبين
وقفت تنادي
لا لست تحفة ولا وردة في مزهرية للمتفرجين
ولقد أدركت ما غاب عني في غمرة الشهوات ، فأدركت حقيقة الدنيا وما فيها
ولما انا موجودة
فأنا نصف المجتمع وأنجب النصف الأخر ، إذاً أنا المجتمع كلة
بصلاحي ينصلح وبفسادي يفسد
فأنا العفيفة فلن أهدر عفافي بثمن بخس قليل أو بعرض من الدنيا زائل
لكي أحقق أمنية الخانئين
وأدركت كم أخطأت حين أردت غواية المؤمنين
و فرحت حين علمت بأن الرحمن يحب التوّابين و يحب المتطهّرين
فتوبي إلي الله يا أمة الله قبل فوات الأوان
وأخيراً سؤال إلي رجال الإسلام وأصحاب البيوت وأصحاب القوامة
أين الشفقة يا رعاك الله علي اهلك من النار ؟
وهن يخرجن بلباس زينه ضيق شفاف يصف معطر ؟
وهن علي جوالتهن من المعاصي والذنوب لا حصر لها كالأغاني والكليبات ؟
وهن يشاهدن عورات الرجال من المردان في القنوات الفضائية ؟
وغيرها من الذنوب التي لا نستطيع أن نحصرها في هذا الزمن العجيب !
أين الشفقه عليهن من النار يا عبد الله ؟
نسأل الله أن يهدى هذه الأمة
وأن يرزق رجالها الغيرة ونسائها العفاف والحياء
نسئل الله القبول ، و نسأل الله أن يهدى هذه الأمة
وأن يرزق رجالها الغيرة ونسائها العفاف والحياء