كانت السيدة ع من النساء اللواتي يجعلن لوقتهن النصيب الاوفر من الصلاة والعبادة حيث كانت تحيا حياة عادية كاي امرأة , تحاول جاهدة ان ترضي زوج وتحنو على ابنائها حتى بلغ حبهم لها كل مبلغ فكانت الام المثالية والعظمية بالنسبة لهم وكانت الشمعة المضيئة في حياتهم فكيف يتصورون ان تبتعد عنهم لحظة واحدة وهي غدت بالنسبة لهم الهواء الذي يتنفسونه .
ومرت السنوات وبدأت تزداد عبادتها لله عز وجل وقراتها للقرأن ، وكانت تكثر من النوافل صلاة وصياما ، وكانت تحاول جاهدة حفظ القرأن رغم بلوغها السبعين عاما حتى حفظت البقرة وسورة الملك المنجية من عذاب القبر وكانت تعود صديقتها المريضة لتعلمها احكام الدين كي تلقى الله نقية طاهرة ، وعند سفرها عند ابنها ودعت ابناءها وكأنها تعلم انها تودعهم الوداع الاخير حتى قال ابنها انها كانت جميلة جدا ذلك اليوم وان ثمة نور كان يشع من وجهها نورا. فلما دنت اللحظة التي كانت حس بها دون عي منها بها ، اصيبت بمغص صغير وشهقت شهقة صغيرة وسلمت الروح وهي ضاحكة مستبشرة ونور يشع من وجهها ، فلم علم اولادها بكى منهم من بكى ولكنهم صبروا ولسان حالهم يقول الحمد الله على كل حال ولما فتحوا مصحها لقرأته ولتتمة الاية التي وصلت عندها وجدوا انها توقفت عند اية كل نفس ذائقة الموت ... على اخر الاية فبكىالجميع وقد علموا ان هذا امر الله متيقنين بذلك ومسلمين به.
هل تعلمون من هذه السيدة .... انها امي نعم رحمها الله..